”ياسمين” حلمت بالشرطة لكنها أصبحت عاملة زراعية
الأكثر مشاهدة
تصويرآلاء عبد النبي
"سأكون شرطية" تتشدق الصغيرة بالكلمات التي أصبحت شغلها الشاغل وهى ما تزال طالبة في ثالثة ابتدائي، تصير الكلمات مع الوقت حلمها الذي تعني بيه
وتتحدث به أمام كل من يسمعها، تتفق مع صديقات لها بأنهن سيصرن جميعًا ظابطات شرطة، يزداد حماسها بعدما أصبح أخيها الأكبر أمين شرطة، فتزداد تعلقًا بالحلم، لكنها لصغر سنها لا تدري أن الأحلام كثيرًا ما تبقى أحلام دون تحقيق.
فلم تكد تتخطى الشهادة الإبتدائية وتبدأ المرحلة الإعدادية حتى أتتها الرياح بما لا تشتهيه فمرض والدها أجبرها على ترك التعليم، ليكون نصيبها في التعليم الأقل بين أخواتها فبينما أخويها أكملوا فأحدهما أصبح أمين شرطة والثاني على طريقه، وأخواتها البنات أكملن حد المرحلة الثانوية، لكن "ياسمين" كان عليها النزول مبكرًا للعمل كعاملة زراعية في عامها الخامس عشر.
تبدأ يومها من الفجر مع أول خيوط للشمس تركب عربة نصف نقل التابعة لمقاول/ة الأنفار التي تعمل معه/ها، تأخذها العربة إلى الجبل حيث المزرعة التي ستعمل فيها، لتبدأ ساعات يومها الطويلة تحت أشعة الشمس اللاهبة، أربع سنوات مرت على ياسمين يوميًا تبدأ يومها بتلك الرحلة الشاقة لتعود قرب العصر منهكة وربما ستبدأ بمساعدة أمها في العناية بالمنزل، لينتهى اليوم وهي تستعد ليوم التالي والذي سيكون مشابه لما سبقه.
ما يزال خيال حلمها القديم يداعبها فبينما تجلس مع ابنة أختها الصغيرة ذات يوم، شاهدت تكريم السيسسي لبنات يعملن بالشرطة فدمعت عيناها فرحة بتحقيق حلمها وحزينة أنها لم تكون ضمن اللاتي حققنه، فتباردها ابنة أختها مهونة عليها ما تشعر به "هدخل كلية الشرطة لما أكبر عشانك يا خالتي ياسمين".
رغم تشابه أيام ياسمين منذا بدأت في جمع المحصول والذي تعمل فيه طوال العام، وتتنوع المحاصيل التي تعمل بها من عنب وتفاح ورمان وغيرها، الا أن أيام عملها أصبحت قليلة فبعد زواجها في العيد المقبل من عامل زراعي أيضًا كانت قد قابلته في فرح وتعرفت به، وبعدها تقدم لخطبتها، لن تعمل ياسمين تحكي "أهله ناس كويسين مش هيشغلوني بعد الجواز"، لكنها تأمل أن تحقق ما فشلت فيه في أولادها فأتفقت مع خطيبها أنه مهما حدث "مش هسيب حد من ولادي يضيع مستقبله".
الكاتب
نيرة حشمت
الأحد ٠٨ مايو ٢٠١٦
التعليقات
لا يوجد تعليقات
اترك تعليقا